Mokhtar المدير العام
علم الدولة : المهنة : عدد المساهمات : 560 العمر : 29 الهواية : النت الدولة : المصرية المزاج : تاريخ التسجيل : 07/09/2008 نقاط : 89340 السٌّمعَة : 6 :
SmS му мєѕѕagє:
| موضوع: سجن لويس التاسع فى دار ابن لقمان الأحد 22 فبراير 2009, 6:58 pm | |
| :214143:
الملك «لويس التاسع» ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية على مصر (1249 - 1250 م ) سجن بين جدران دار لقمان التي اعتقل داخلها لمدة شهر كامل بجزيرة الورد الشهيرة تقع بجوار المسجد الموافي وسط مدينة المنصور (1) .. وتاريخ الدار نفسها فيعود إلي عام ١٢١٨ ميلادياً عندما تم إنشاؤها علي يد قاضي القضاة «إبراهيم بن لقمان» الذي اتخذ منها سكناً له بمساحة قدرها ٥٧٦ متراً.. لم يعد يتبقي منها سوي ٥٠ متراً، بعد سلسلة طويلة من التعديات والمخالفات آخرها كان نزاع قام بين وزارة الأوقاف التي ترغب في توسعة مسجد «الموافي» المجاور للدار، وبين وزارة الثقافة التي تري في هذه التوسعة تعدياً علي حرمة الأثر.
وعبق التاريخ يكمن في الدرجات الحجرية الأربع التي تهبط بك إلي داخل دار قاضي القضاة «فخر الدين إبراهيم بن لقمان» إلي الباب الخشبي الضخم.. الدرجات نفسها التي مر عليها «لويس» قبل أكثر من سبعمائة عام بعد هزيمته المريرة علي أيدي المماليك العبيد حكام مصر .. ويواجه الباب تجد نفسك في مربع صغير تتدلي من سقفه بعض المصابيح الزجاجية المتشابهة والمنقوش عليها جملة «الله نور السماوات والأرض»، علي يمينك تنفرج الدار عن فناء واسع ما إن تدخله حتي تواجهك ثماني درجات خشبية صعد عليها «لويس» من قبل مقيداً إلي داخل حجرته العلوية المسقوفة بعروق الخشب، والمزودة بنافذتين صغيرتين تطلان علي خارج الدار.. كان «لويس» ينظر خلالهما ليراقب منهما سفن المصريين العابرة في فرع النيل الذي كان يمر قديماً أمام الدار مباشرة.. في حين تحتل شرفة الغرفة الداخلية مساحة كبيرة من الحجرة التي تعلو حجرتين أخريين في الطابق الأرضي.. أما شقيقيه «شارل» و«ألفونس» فقد اعتقلا في الحجرتين الواقعتين أسفل حجرته مباشرة.. وكان الطواشي «صبيح» المعين من قبل السلطان المعظم «توران شاه» للقيام علي خدمتهم، وهناك كان الزير «الألاباستر» الخام الموجود حتي الآن في بئر السلم الصغير، وكان «لويس» يتمدد علي أريكة «الأرابيسك» التي لاتزال تحتفظ بشكلها إلي وقتنا الحالي. متحف بجوار دار أبن لقمان وقد رصد لها الدكتور زاهي حواس عشرة ملايين جنيه لترميمها، والحفاظ علي الجزء الصغير المتبقي منها والمعروف بالسلاملك، كما سيتم أيضاً ترميم المتحف الذي أنشأته وزارة الثقافة في بداية الستينيات من القرن الماضي، والذي ينفصل تماماً عن الدار القديمة ويضم مقتنيات «لويس» ومكتبة خاصة بقاضي القضاة وخوذة من القصدير عليها شعار الفارس «بيبرس البندقداري» وبعض التماثيل، متحف تاريخي يحوى الكثير من اللوحات والمعلومات والصور التي توضح دور الشعب المصري في تحطيم قوات الصليبين بجانب بعض الملابس والأسلحة التي استخدمت في المعركة تاريخ هزيمة الحملة الصليبية على مصر وكان هدف قائد الحملة الصليبية «القديس لويس» هو الاستيلاء علي مصر وتأديب ملكها الصالح «نجم الدين أيوب»، وإعادة مفاتيح «أورشليم القدس» إلي بابا روما. غير أن السلطان الصالح «أيوب» كان قد مات داخل قصره بالمنصورة حينما كان الصليبيون يرابطون في مدينة دمياط التي استولوا عليها وامتلكوا أبراجها.. فقامت زوجته «شجرة الدر» بتكتم خبر وفاته، وأرسلت أحد المماليك سراً إلي حصن «كيفا» بالعراق ليستدعي ولي عهد السلطان وابنه المعظم «توران شاه» ليتولي مقاليد الأمور، وقبل وصول السلطان الجديد كان خبر وفاة الصالح «أيوب» قد تسرب إلي الصليبيين فراحوا يتحركون في اتجاه المنصورة حيث معسكر المصريين، غير أن «بيبرس» المملوك الشاب استطاع أن يوقع بهم في معركة المنصورة بعد أن دبر عدة كمائن داخل المدينة سهلت عليه اصطيادهم وقتل قائدهم الأخ الأصغر للملك «لويس» وكان ذلك في يوم «٨ فبراير» الذي أصبح عيداً قومياً تحتفل به محافظة الدقهلية كل عام حتي الآن. ولم يمر وقت طويل حتي وصل السلطان الجديد الذي أدار جانباً من المعركة بمهارة، ونجح في أسر عدد كبير من الفرنسيين علي رأسهم قائدهم وملكهم «لويس» وشيقيقاه شارل وألفونس داخل دار قاضي القضاة، وجرت المفاوضات بينهم وبين المصريين الذين مثلتهم السلطانة «شجرة الدر» التي تولت الحكم بعد مقتل «توران شاه» وتوصلت إلي الإفراج عن «لويس» بعد دفع فدية كبيرة قيل إنها ما يعادل وزنه ذهباً، كما قيل إنه رحل من دمياط في يوم ٧ مايو عام ١٢٥٠ م بصحبة زوجته «مارجريت» وطفله الذي ولد أثناء المعركة، وأطلقت عليه الملكة اسم «جان تريستان» أي وليد الأحزان ليصبح الشاهد الثاني علي الهزيمة بعد دار «ابن لقمان». دار ابن لقمان ==================== المـــــراجع (1) جريدة المصرى ٦/٧/٢٠٠٧ م عن مقالة بعنوان " اليوم دار ابن لقمان.. سجن لويس التاسع الذي أكلته التعديات فأصبح ٥٠ متراً فقط " كتب سماح عبد العاطى
بقلم " عزت أندروس "
| |
|